وظائف للجميع - للباحثين عن عمل

لماذا لا نستفيد من “التنمية البشرية”؟


عندما تجلس لتسمع وتري متحدثاً عن “التنمية البشرية” تكاد تظن أن مشاكل العالم قد أصبحت بسيطة للغاية وبأنك يمكنك التخلص منها بمجرد إنتهائك من فنجان القهوة الصباحي في حديقة منزلك ثم تقول “الدنيا جميلة، الدنيا حلوة، الدنيا بخير” فتقوم فتجد هموم الدنيا وقد تناثرت من حولك!
بالطبع، لم تكن الدنيا هكذا يوماً ما، ولكن ما تهدف إليه التنمية البشرية حقاً هو تحسين جوانب حياتك سواء كانت إجتماعيه، صحيه أو نفسيه وغيرها، وأن تكون الشخص الذي تحلم به وتساعدك علي التغيير للأفضل وهي لا شك شئ مفيد وسيجعل لحياتك معني كبير وستجد نفسك مختلفاً بكل تأكيد لو أردت الوصول لنتيجة فعليه، ولا شك أيضاً أنه سيجعلك تبذل الوقت والجهد حتي تصل لذلك.


ولكن هناك طرق للأسف تحول بينك وبين الإستفادة من التنمية البشرية وإليك بعضها…

1- المتحدث (أو المدرب)

قد تكون وجدت متحدثاً محفزاً ويذكر قصص نجاح من هنا وهناك علي التلفاز أثناء مرورك العابر فتتوقف لتسمعه صدقني ليس هذا هو السبيل للإستفادة، فيجب أن تختار المتحدث الذي تريده أنت والذي يناسبك، فالكثيرين منهم قد لا يصل بك سوي إلي شراء كتبه وحضور دوراته وتنميته هو مادياً! فاحرص علي إختيار المتحدث بدقة واعرف مصادره واسمع آراء محبيه ومنتقديه قبل أن تسلم له نفسك ولا تختر الألمع أو الأكثر إبهاراً فاضواؤه لن تنير حياتك أنت بل حياته هو فحسب، واختر الأكثر إفادة ونفعاً لك فلعله يكون شخص بسيط ولا يقتنع به من حولك ولكن الأهم أنك ستتغير بمتابعته.

2- الظروف

إذا أردت أن تستفيد من كتاب عن التنمية البشرية فليس الأمر كالمعتاد، تقرأه وسط الناس أو أثناء تواجدك في المواصلات العامة، وكذلك الأمر بالنسبة للشرائط أو الـ CDفالموضوع يحتاج لتركيز حتي تفهم ماذا يريد الكاتب وكيف ستستفيد منه فاعتبر الكتاب كتاب في فن التأمل وإذا تعلقت بأحد المتحدثين والمهتمين بالتنمية البشرية فحاول مقابلته واجعله يرشح لك كتباً تقرؤها (سيكون رائعاً خاصة لو أوصلك بكتاباً لغيره ومن ليس له علاقه به).

3- الإسقاط

أظن أن الإسقاط هو المشكلة التي نقع فيها كلنا تقريباً (وكاتب هذه الكلمات أحياناً كثيرة :) )، إذن فما هو الإسقاط؟ هو أن تقرأ أو تسمع كلاماً يعبر عن حالة معينة خاصة لو كانت سلبية وتسقط هذا الكلام علي أسوأ الأشخاص في حياتك وتعتبر أن هذا هو الذي تريده التنمية البشرية وهو أن تنتقد الناس، وتبتسم في نفسك وتقول: نعم، هو هذا الشخص أتمني أن يصله هذا الكتاب .. يا له من شخص جاهل وحل هذه المشكلة هو الإسقاط أيضاً ولكن علي نفسك، فاعتبر نفسك الأهم (أظن ذلك بديهياً!) واهتم بتنمية نفسك فقط وكن أنانياً حتي تنهي الكتاب أو ينهي المتحدث الكلام، ومن ثَم ابدأ بتغيير من حولك.

4- الخياليه

وذلك بأن تقرأ وتسمع عن المثاليات من مصادر التنمية البشرية وتظن أن ذلك سيحدث لك لا شك بدون أدني مجهود، وهذا ما يحدث خاصةً مع قصص النجاح فنحن لا نسمع منها في الغالب سوي البداية والنهاية (وتعرف أنها قصة نجاح قبل أن تقرأها!) فتجد بدايتك مشابهة لقصة البطل، وتظن أنه ترقي سلم النجاح المكلل بالورود بكل سلام ووصل للقمة بدون مشاكل فتجد أن التنمية البشرية لا تناسبك وتبرر ذلك بأنها غير واقعية، صدقني ليس العيب فيها (طالما اخترت المصدر الصحيح كما ذكرنا في النقطة الأولي).

5- الرؤيه

قد تكون رؤيتك للتنمية البشرية هي أن تحصل المزيد من المعلومات فحسب، فتلهث وراء الكتب والمحاضرات وكل ما يظهر من جديد في المجال وذلك لا شك طالما لا يؤثر علي تطورك في حياتك وتحقيق الهدف المرجو من التنمية البشرية فهو يؤذيك ويضيع وقتك فافعل ذلك في مجال تخصصك، وخذ من التنمية البشرية قدر ما يفيدك فأنت منذ البداية لا تسعي للحصول علي شهادات وأوسمة ولقب رائد التنمية البشرية الأوحد!

6- الصبر

قد تظن أن التنمية البشرية ستغير حياتك خلال وقت محدد أو متوقع، وليس هذا بصحيح فقد تجد نفسك مثلاً تحتاج شهور لتتغير للأفضل، وقد تستغرق سنوات، فاعتبر الصبر مرافقك طوال هذه الرحلة ولا تكل ولا تمل حتي تصل لما تريد.
وأخيراً، أتمني أن تكون هذه الكلمات مساعدة لك حتي تكون التنمية البشرية شيئاً ممتعاً لك وتغييراً حقيقياً وليست مجرد كلمات.
توضيح: التنمية البشرية بين قوسين في العنوان لأن الكلمة نفسها مختلف عليها بين المهتمين بها.